الحياة لم تخلق صدفه

لو فكر الإنسان قليلاً، لأصبح إيمانه كبيراً، ولكن أكثر الناس للأسف لا يفكرون، ولا يتأملون ولا يتفاعلون، وإنما هم يعيشون حياتهم إما على الهامش، أو كيفما اتفق، أو بقوة دفع الآخرين لهم بدون أي تساؤل أو احتجاج.

والإيمان الذي أقصده وأدعو له، ليس هو الإيمان الذي يأتي بالتلقين والتوريث أو التقليد، ولكنه الإيمان الذي يزلزل كيان الإنسان من الأعماق ليستقر معه في نهاية المطاف باليقين.

فوجود الحياة (بالصدفة) مثلما يقول البعض إنما هي مقولة أوهى من الواهية، ولنأخذ تجربة مؤكدة، فلو أننا وضعنا في جيبك عشر عملات نقدية معدنية ورقمناها من (1) إلى (10)، وخلطناها ببعضها وطلبنا منك أن تخرجها كلها مرتبة بالتسلسل، مع إعادة القطعة كل مرة وهزها جميعاً مرة أخرى، ففرصتك في سحب القطعة رقم (1) هي بنسبة واحد إلى عشرة، وفي سحب القطعتين (1و2) على الترتيب تعادل واحداً إلى مائة، وفي سحبها إلى (3) تبلغ واحداً إلى ألف، أما فرصتك في سحبها جميعاً إلى (10)، فستصل الى واحد إلى عشرة آلاف مليون.

ويعلق أحدهم على هذه التجربة قائلا: إننا بنفس التعليل والمناظرة، يكون من الضروري وجود حالات عديدة بنفس الأحكام للحياة على الأرض، لدرجة لا يمكن أن يكون وجودها في ارتباط سليم بمجرد الصدفة.

ومعروف علمياً أن الأرض تدور بسرعة (1600) كيلومتر في الساعة، فلو فرضنا انها دارت بسرعة (160) كيلومتر فقط، صار كل نهارنا وليلنا عشرة أمثال طولهما الآن، ولأحرقت الشمس كل النباتات ولجمدت كل الأسماك.. وحيث أن حرارة الشمس هي (5500) درجة مئوية، فهذه هي الدرجة المناسبة لحفظ الحياة على كوكبنا، ولو أنها زادت بمقدار النصف لشوت أجسادنا، ولو أنها هبطت بمقدار النصف لتحولنا إلى قوالب ثلج.. وميلان الأرض بهذا الشكل المنتظم (23) درجة، هو الذي يكفل لنا تعاقب الفصول الأربعة.. ولو أن القمر يبعد عن الأرض مثلاً (80) ألف كيلومتر، بدلا من بعده الحقيقي، فإن المد يكفي لإغراق القارات وتفتيت الجبال، ولو أن سُمك القشرة الأرضية زاد بأكثر مما هو عليه بثلاثة أمتار لانعدم (الأوكسجين)، ولو أن عمق المحيطات زاد متراً واحداً فقط، لامتصت الأوكسجين ومعه ثاني أكسيد الكربون، ولانعدمت الحياة على الأرض، ما هذا التنظيم، ما هذه المقادير؟!

من الذي يوجه ويدل الحيوانات والطيور والأسماك والحشرات في هجراتها عبر الأجواء والأنواء والعواصف والظلام والأعماق؟! ما هذه الدقة، ما هذا التوقيت، ما هذا الهدف؟!

انظروا إلى قطرة الماء الحاوية مادة (البروتوبلازم)، هذه القطرة تحمل في طياتها كل بذور الحياة، والقوة الكامنة فيها اكبر من كل النباتات والحيوانات والناس أجمعين.

صدق الله العظيم عندما قال: «وجعلنا من الماء كل شيء حي».

نقلت لكم هذه المقاله لما فيها من ردود على كل من تسول له نفسه التشكيك في قدرات الخالق او نسبها الى غير خالقها .. ارجو ان يساعدك اخى الكريم و اختى الفاضله اذا صادفت في اى منتدى من المنتديات التى ظهرت اخيرا و لا هم لها الا محاولة تشويه الخالق و تشويه صورة رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و للاسف انها منتديات عربيه ..ان الحفاظ على الاسلام و رموزه امانه في اعناقكم فحافظوا على الامانه ..

وفقنى الله و اياكم لما فيه خير الاسلام و المسلمين