طنين الأذن .. إزعاج متكرر
لا يعتبر مرضا في حد ذاته بل عرضا صحيا يعالج بالمهدئات ويمكن الوقاية منه
الأذن هي أداة السمع عند الإنسان، والسمع هو أحد الحواس الخمس، وتقسم الإذن تشريحياً إلى ثلاثة أقسام:
ـ أذن خارجية (وهي الجزء الظاهر على جانبي الرأس، تجمع الأمواج الصوتية نحو داخل القناة السمعية إلى غشاء الطبلة فتذبذبه).
ـ أذن وسطى (وهي تجويف يحوي ثلاث عظيمات متمفصلة تنقل الذبذبات من الغشاء الطبلي إلى الاذن الداخلية).
ـ الأذن الداخلية (يوجد بها عضو السمع في القوقعة الحلزونية الشكل والذي ينقل الاهتزازات الصوتية إلى الدماغ، وأعضاء التوازن في الدهليز والقنوات نصف الدائرية والتي تعمل على حفظ التوازن وإدراك وضعية الجسم). وتتصل الأذن بالفم عن طريق قناة استاكيوس والتي يبلغ طولها في الإنسان البالغ 4 سم، وهي تصل بين الأذن الوسطى والفم لتعمل على تحقيق التوازن في الضغط على غشاء الطبلة من خارج الأذن ومن داخلها.
* طنين الأذن
* طنين الأذن يمكن تعريفه بشكل مبسط على أنه إحساس المريض بضوضاء في الأذن أو ما يشبه الأزيز أو الخشخشة، وهو يصيب الناس في جميع أعمارهم ولكنه يتزايد مع تقدم السن.
وهذا المرض له درجات متعددة تؤثر في قدرة الشخص على التركيز الفكري ويبعد عنه النوم، ويكثر هذا المرض لدى الأشخاص الذين يتعرضون للضوضاء بشكل دائم.. وقد يكون مصحوباً بضعف في السمع وقد يصيب أناساً يتمتعون بسمع قوي.
عن أنواع الطنين الذي يصيب الأذن يقول الدكتور عبدالله صالح باجابر استشاري الأنف والأذن والحنجرة: ان أنواع الطنين تختلف من شخص لآخر ويمكن أن يكون على عدة أشكال على النحو التالي: ـ ضجيج منخفض مثل الذي يحدثه صوت الموج في البحار.
ـ صفير مرتفع الوتيرة.
ـ صوت يشبه صوت الماكينات المتحركة.
ـ أصوات عدة ومختلفة إما مجتمعة أو منفردة.
ـ أصوات متداخلة.
ويمكن القول إن طنين الأذن هو عرض لمرض وليس مرضا في حد ذاته.
ـ أما عن أسباب الطنين، فيضيف الدكتور باجابر أنها أسباب فسيولوجية بحتة، بحيث يمكن للشخص سماع صوت حركة العضلات في الرأس والرقبة أو جريان الدورة الدموية أو جريان السائل داخل قوقعة الأذن الداخلية أو حركة الهواء بالأذن الوسطى خاصة في الأماكن شديدة الهدوء أو الأماكن المعزولة صوتياً.
* الأسباب
* وتتلخص الأسباب المرضية للطنين في ما يلي: ـ ـ تعرض المريض إلى ضوضاء عالية، مثل أصوات الانفجار أو الأصوات الناتجة عن المصانع وغيرها.
ـ تناول بعض العقاقير التي تؤثر على عمل الأذن سلبياً، وقد ينتج عن استخدامها بجرعات كبيرة فقدان السمع، وذلك مثل الأسبرين والأدوية المستخدمة لعلاج الأورام.
ـ تعاطي الكحوليات.
ـ بعض الأدوية المدرة للبول.
ـ تناول أدوية الاكتئاب والأدوية النفسية بدون استشارة الطبيب المختص.
ـ التوقف المفاجئ لبعض أدوية الاكتئاب والنوم Sedatives and addictive drugs والتي ينبغي إيقافها بصورة تدريجية وحسب تعليمات الطبيب المعالج.
ـ تسمم الدم Toxemia، والذي يتسبب أحيانا بطنين عند كبار السن.
اما الأسباب المرضية الناتجة عن أمراض نفسية أو أمراض محددة فهي :أولا: أسباب خارج منطقة الأذن، مثل:
ـ أمراض خاصة بعضلات سقف الحلق Palatomyoclonus، حيث تحدث حركات لا إرادية للعضلات المتصلة بقناة استاكيوس مسببة للطنين.
ـ ارتخاء عضلات قناة استاكيوس، والتي تكون مقفلة في الحالات العادية وتفتح فقط مع البلع حيث يسمع الطنين مع التنفس في هذه الحالة.
ـ أمراض الأوعية الدموية والقلب مثل ضغط الدم وتصلب الشرايين وأورام الأوعية الدموية.
ثانياً: أسباب نقص السمع التوصيلي: مثل تجمع كميات من الشمع في القناة السمعية الخارجية ومرض مينيير meniere"s disease ارتشاح الأذن الداخلية وتصلب عظمة الركاب.
ثالثاً: أسباب نقص السمع العصبي الحسي: مثل ضعف عصب السمع وأورام عصب السمع الثأمن، وهي عادة تكون أوراما حميدة Acoustic Neuroma.
رابعاً: مشاكل ناتجة عن أمراض مفصل الفك وعدم ثبات المفصل ومشاكل المضغ.
خامساً: مشاكل العنق وتصلب فقرات العنق: حيث يؤدي إلى تصلب عضلات العنق وإعاقة جريان الدم المغذي للأذن.
سادساً: أسباب نفسية: مثل أمراض الهلوسة.
* التشخيص والعلاج
* ويوضح الدكتور عبد الله صالح باجابر أن تشخيص الطنين يتم بواسطة عدد من الوسائل، يأتي في مقدمتها أخذ التاريخ المرضي الحالي بدقة وبتفصيل من المريض نفسه ومن ذويه، ثم معرفة التاريخ المرضي السابق، خاصة الإصابة بارتفاع سكر الدم أو الضغط أو الجلطات المؤدية إلى ضعف العضلات والأمراض الأخرى المصاحبة ومعرفة الأدوية التي يستخدمها المريض. وبعد ذلك يأتي دور الفحص الإكلينيكي (السريري) للأذن، وتخطيط السمع وقياس قوة الطنين، وكذلك عمل فحص للدم لمعرفة نسبة الهيموجلوبين والسكر والكوليسترول في الدم ومعرفة وظائف الكبد وهرمونات الغدة الدرقية .. الخ. إضافى إلى عمل أشعة الرنين المغناطيسي للمخ والأذن MRI. ويصنف الدكتور باجابر علاج الطنين إلى عدة مستويات أو مراحل، كالآتي:
العلاج الوقائي: وذلك بعدم التعرض للضوضاء، وعدم استخدام بعض أنواع الأدوية المؤثرة على العصب السمعي والأذن الداخلية، وكذلك وقاية الحامل من الالتهابات الفيروسية والحصبة الألمانية.
وكذلك علاج أسباب الطنين المرضية إذا وجدت، مثل:
ـ علاج مرض مينيير.
ـ علاج فقر الدم وأمراض السكر والقلب والشرايين.
ـ علاج تصلب عظمة الركاب.
العلاج بالأدوية: مثل المهدئات ومضادات الأرق. واستخدام أدوية خاصة بالطنين، والهدف منها تحسين تروية الأذن الداخلية بالدم.
العلاجات النفسية: وذلك بمساعدة المريض على التكيف مع المرض.
استخدام سماعات خاصة ضد الطنين، وتعتمد على إصدار صوت معادل لقوة الطنين مما يصرف انتباه المريض عن صوت الطنين.
التدخل الجراحي: وذلك بعلاج الأسباب جراحياً، مثل العلاج الجراحي لتصلب عظمة الركاب، واستئصال أورام الأوعية الدموية، أو أورام العصب الثأمن.
العلاج الكهرومغناطيسي: ويستخدم في بعض المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية لتحسين جريان الدم إلى الأذن.
استخدام العلاج التكميلي Homeopathy، وكذلك العلاج بالوخز بالإبر الصينية.